وقف الممثل الفلسطيني غسان عباس على خشبة مسرح وسينماتك القصبة مساء يوم الثلاثاء يروي التناقضات التي يعيشها الفلسطينيون داخل اسرائيل في مسرحيته "قال هرتسل".
ويبدأ غسان حكايته في المسرحية التي يقدمها منفردا –مونودراما- متقمصا شخصية أستاذ التاريخ في إحدى المدارس "أنا خالد الجدلاوي أقسم أن أكون مخلصا لدولة اسرائيل كدولة صهيونية ديمقراطية" ثم يجلس بعد ذلك على كرسي يبكي ثم يضحك مرددا مقولة ثيودور هرتسل مؤسس الحركة الصهيوينة "إذا بدكم "اذا أردتم" ما فش "ليس هناك" معجزات".
ويطلب بعد ذلك من الطلاب فتح كتبهم "اليوم نتعلم عن الكارثة... الحركة الصهيونية... الانتداب البريطاني... النازية وابادة اليهود في أوروبا... بدك تتعلم عن النكبة... في تاريخ ممنوع نتعامل معه".
ويقول إنه بعد 25 عاما لقن فيها الطلاب ما هو مكتوب في المناهج يطرد لانه تحدث عن شيء لم يكن فيها مقدما خلال العرض قصته مع الفتاة التي أحب ولم يتمكن من الزواج منها وعن اعتقاله عندما دافع عنها عندما اعتدى عليها افراد الشرطة خلال مشاركتها في احد المظاهرات.
ويرى غسان ان ما قدمه في عرضه المسرحي ضمن فعاليات مهرجان "ايام المنارة المسرحية الدولي" "هو حكاية فلسطيني 1948 "الذين يعيشون في اسرائيل" الذين يواجهون مجموعة من القوانين الجديدة اضافة الى تغيير اسماء القرى
والشوارع ولا يريدون منا احياء النكبة ويهددون بسجن كل من يحيها."
وأضاف "لقد كنت في المدرسة والتناقض الكبير الذي يعيشه الاستاذ خالد يجعل وضعه مأسويا لأنه يكون ضحية للقمة العيش وضحية للاحتلال".
وفي العرض المسرحي يتهم المدرس خالد بأنه "صهيوني" لأنه يقدم للطلاب درسا عن الصهيونية وعن قيام دولة اسرائيل ولا يتحدث عن النكبة التي أدت إلى تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين وهدم مئات القرى.
ويتذكر غسان في المسرحية أمه وأبيه اللذين رحلا عن هذه الدنيا وتركوا له منزلا فيه حديقة مزروعة بأشجار اللوز والزيتون والرمان والنعنع والزعتر كما يتذكر بعض أطباق الطعام التي كانت تعدها والدته.
وقال لرويترز بعد العرض "نحن في وضع لا يحسد عليه إذا كانوا في الضفة الغربية المحتلة وغزة يعانون الأمرين احنا بنموت كل يوم بنموت نحن المنسيين نعيش في ابرتهايد "فصل عنصري" بكل معنى الكلمة في الداخل تحت اسم الديمقراطية".
ويعيش ما يقرب من 1.2 مليون فلسطيني داخل اسرائيل يقولون إنه يتم التعامل معهم على إنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
وقال غسان "53 عاما" إنه يتذكر عندما كان طالبا في المدرسة كيف كان يردد النشيد الوطني الاسرائيلي وكيف يقف للعلم الأمر الذي "يشعره بالمرارة والألم كلما تذكره".
وأضاف "ترديد الطلاب العرب للنشيد الوطني الاسرائيلي انتهى من المدارس العربية منذ نهاية السبعينات واليوم لا يمكن أن تجد من يقف للعلم الاسرائيلي الوعي اليوم أصبح أكثر".
ويخشى غسان أن يأتي يوم يطلب فيه من الفلسطينيين في اسرائيل ترديد قسم الولاء للدولة وقال "هذا بعدهم".
ويأمل غسان أن يتمكن عرض مسرحيته التي كتب نصها إياد البرغوثي وأخرجها منير بكري في العالم العربي بعد تقديمه لما يزيد عن عشرين عرضا منها عروض كان يتم ترجمة نصها إلى العبرية لوجود جمهور يهودي.
وتختتم فعاليات مهرجان أيام المنارة المسرحية الدولي غدا الخميس بعرض للمسرحية التونسية "آخر ساعة" للمخرج عز الدين قنون وسيكون الجمهور مساء اليوم الاربعاء على موعد مع المسرحية الفلسطيينة "خطيئة بلا خطأ" للمخرجة آمال قيس.
![●≈| [ ولاية فلسطين التقنية - خضوري ] |≈●](https://2img.net/s/t/10/04/47/i_logo.png){kind=logo}
موضوع: «قال هرتسل».. إن الفلسطيني مقهور في وطنه 
الخميس 15 أبريل - 16:46
