حوار بين دمعة قلم و دمعة عين
وقفت عند مصبين لنهرين كُل واحدٍ منهم يرتدي لونه المغاير للأخر يجري نحو
هدفٍ واحد و مُروراً بمحطاتٍ يتسع أحدهما دون الأخر ليكون ذو النصيب
الأكبر من الاهتمام من قبل الناس.
بزغ النهر الأول من العين بقطرات متتالية شجية معبرة لحدث يمر ليمزق القلب
الذي يذرف منها كثبٌ جاريه اكتست بلونٍ صافي و لكن محرق بطوفانِه..
و بزغ النهر الأخر من فوهة القلم الذي يروي جروح ليداويها بسيل على الورق و يرتدي لباس بلونٍ داكنٍ معبر للمرارة التي تحوي حاملة.
جرى هناك حوار بين قطرتين من كلا النهرين بحديث معبر عن دواعي سيلهم و انجرافهم و ما يحملان فكان لي تحريره لكم.
بدأت قطرة الدمع بالحديث :: الكل يلجئ لي حينما تُحبس العبرة بالقلب و
يحيط بالنفس هبوب غابر و عاثر بالأوجاع التي تلقي بثقلها على الجسد الذي
ما إن يبحث عن مهدئٍ فنكون نحن متشكلين لنندفع من محجر العين لنرسل رسالة
ألم شخصي ذاتي منها نسيم الارتياح يأتي و تهب رياح تبعث بالنفس الهدوء
فتخشع صامته.
ردت قطرات الحبر متحدثة:: قد تنحسر العبرة بالروح و يغطي الشجون نفسه لكن
تتحجب الدموع عن السيل فيقف تدفقه.. لينبض سيلي أحرُفً منبعثة من ذاته
لذاته لتتربع على عرش القلوب لتبعث رؤية و حديث مترابط ليكن كالبنيان الذي
يعمر النفس صمتً باسم ليتجدد الأمل بعد نزف كلمات تروي النفس لتهدئ.
عاودت دمعة العين قائلة :: من يكن ملجئه لي , تكن روحة ساكنه حينما يخيم الظلام عليه .
فردة قطرة الحبر :: حينما تتفرد الكلمات تلقى من يبث بها الهدوء حالما تحظى بقراءة.
دمعة العين :: أخترق القلوب بسيلي على الوجنتين بلا تكلف النطق لأحظى بالحضن الذي يجفف تنهد النفس .
دمعة الحبر :: و ما حالك حينما تكسو ذلك الجسد الوحدة ..؟ هل من متلقي
لسيلك حينما تذرفي ..؟!؟ فأنا ألقى من يبعث نغمات من مثيلاتي كل حين أركن
لها بالقراءة بعدها يتجدد الهدوء.
طال الحوار بينهما بعكس رؤية لحالات تدفع ذلك الجسد للسيل منهم ..
الآلآم الروح دائمـآ ماتخترق النفس وتترك الجراحات ... فأي نهر تسلك أنت (تِ) لتبعث بنفسك (كِـ)الهدوء و لماذا .؟!؟