هل ينتهي المشهدان الداميان اللذان عاشتهما بلدة كترمايا اللبنانية في اليومين الماضيين على خطأين فادحين يحولان دون اكتشاف جناة محتملين وآخرين حقيقيين ممن ارتكبوا الجريمتين ببشاعة لا تقلّ إحداها عن الأخرى؟
عزز هذه المخاوف أن قتل المصري محمد سليم مسلم قبل استكمال التحقيق، قضى على إمكانية التعمق في التحقيق، وانتزاع اعترافه بوجود شركاء معه في الجريمة أو عدمه.
وإذا كانت نتائج تحاليل فحوص الحمض النووي (دي.إن.آي) التي أجرتها الشرطة القضائية قد أثبتت أن الدماء التي وجدت على القميص المضبوطة في منزل المشتبه فيه المصري محمد سليم مسلم مطابقة لدماء الضحية الجدة كوثر، فيما الدماء التي عثر عليها على نصل السكين مطابقة لدماء الضحية الطفلة زينة، بينما تعود آثار المزيج من عرق ودماء على قبضة السكين لمسلم نفسه، فإن دوافع مسلم لارتكابه الجريمة لم تعرف.
ولم تتمكّن القوى الأمنية، وفق ما أكده مصدر أمني رفيع المستوى لـصحيفة «السفير» اللبنانية من دفع مسلم على مدى ساعتين من التحقيق، للاعتراف بالأسباب والدوافع، وأن الأدلة التي ظهرت بالأمس وأثبتت تورطه، كانت المدخل لتأكيد اتهامه، واستكمال التحقيق معه للتأكد من وجود شريك أم لا، خصوصاً أن والدة الفتاتين كانت مصرة على اتهام احد الأشخاص الذي سبق وهددها بقتلهما، وفق ما قالت للمحققين
ويدعم هذه الشكوك أنه يبدو من مسار ارتكاب الجريمة، أن قتل الفتاتين كان هو الهدف، والدليل أن المجرم قتل الجد والجدة وخبّأهما وانتظر عودة زينة وآمنة من المدرسة لقتلهما. وطبعاً يأتي قتل الجدّين في إطار التحضير لقتل الفتاتين لكونه لا يمكن قتلهما من دون تهيئة مسرح الجريمة وإخلائه، وهو ما أنجز عبر قتل الضحيتين الجدين يوسف وكوثر.
قد يجد المعنيون بمتابعة الجريمة، التي ارتكبت بحق الحق العام قبل محمد مسلم، أعذاراً مخففة للمشاركين في قتله على خلفية بشاعة وفظاعة الجريمة الكبيرة الأولى التي أودت بحياة مسنين وطفلتين بريئتين، لكن أبداً لا يمكن أن يكون هناك عذر محلاً من العقاب، ولو بحكم التدخلات السياسية التي بدأت بإيحاءات خجولة لكون رائحة الدم ما تزال تفوح ممزوجة ببشاعة ما ارتكب.