ما أجمل َ هطول َ المطر ْ
كيف َ يمسح ُ الأحزان ْ !
ويضفي على الإنسان ِ الحنان ْ
ويشعره ُ بالراحة ْ
وينزل ُ السكينة َ في المكان ْ
ويزيل ُ الغبار َ عن ِ الأشجار ْ
وتزهر ُ الورود ْ
وتنشد ُ الطيور ْ
........................................
آه ٍ آه ٍ وألف ُ آه
أيا ليت َ الدموع َ مثل ُ الأمطار ْ
لكنها في معظم ِ الأحيان ِ تعبر ُ عن ِ الهموم ْ
والآلام ْ
والجروح ْ
والأحزان ْ
..............................................
أيا ليتني أكون ُ دمعة ً في عيون ِ محبو بتي ْ
حتى أحضن َ عينيها عندما تريدان ِ البكاء ْ
وأمسح ُ خديها ْ
لكن لا لن أجعلها تذرف ُ الدموع ْ
إلا دموع َ الفرح ْ
....................
آه ٍ من هذه الدموع ْ
عندما أرى من أحب ُ يذرف ُ دمعا ً
كسقوط ِ المطر ِ
أشعر بأن َ قلبي قد انفطر ْ
عندما أرى العذاب َ والمعاناة َ في عيون ِ الأطفال ِ
قد اجتمعت كلها وأنزلت مطرا ً ذلك المطر هو َالدموع
تلك الدموع ُ المسمّة ُ بالحزن ِ والمعانات ْ
...........................
لكن َ الدموع َ تريح ُ البشر
فلا غنا عنها
لأنها مخلوقة ٌ فينا
و لولاها لتكدس َ الغل ُ والحقد ُ في القلقلوب ْ
فهي تنسي المرء َ معاناته ُ
وتريحه ُ أحيانا ً
لكن ليس َ في كل ِ الأوقات ْ
..................
آه ٍ آه ْ
لم أعد أدري أهي َ لمصلحة ِ البشر ِ أم ضدهم ْ
ولم أعد أدري ماذا أقول ُ عن هذه ِ الأمطار ْ
أو ماذا أقول ُعن هذه ِ الينابيع ِ المتفجرة ِ من أعيننا ْ
أهي تنبت ُ الأزهار ْ ؟
أهي َ تنضج ُ الثمار ْ ؟
أهي َ تحزن ُ الإنسان ْ ؟
......................................
أنا أعرف ُ سبب َ هذا الدمار ْ
أنا أعرف ُ سبب َ هطول ِ هذه ِ الأمطار ْ
أنا أعرف ُ سبب َ تفجر ِ هذه ِ الينابيع ْ
هذا الزمان ُ الغدار ْ
الذي جعل َ الإنسان َ
شعلة ً من َ النار ْ
الذي دمر َ حياته ُ
تارة ً يحب ِ فيحب ْ
وبعدها يخان ُ
وتارة ً يكره ُ فيحب ْ
وتارةً يخون ُ فيخان ْ
ما هذا الزمان ُ الغريب ْ
.................................
هناك َ إنسان ٌ لم يبقى إنسان ْ
لكن أهلكته ُ الأحزان ْ
أصبح َ حطام ْ
بل بقايا إنسان ْ
فماذا يفعل ُ الحطام ُ في أدغال ِ وحوش ِ البشرية ِ
طبعا ً سوف َ يكون ُ منسيا ً
هذا الم ينهشوا لحمه ُ كالذئاب ِ المتوحشة ِ
بل كالسباع ْ
لقد كان بالأمس ِ إنسان ْ
قبل َ أن يخان ْ
قبل َ أن تأكله الأحزان ْ
قبل َ أن يصبح َ بقايا إنسان ْ
[center][i][b]